عندما نغضب علي اطفالنا نثور عليهم وقد نحقرهم بعباراتنا فنجرح بمشاعرهم أو نعاقبهم لأنهم يدفعوننا بسوء سلوكهم وعنادهم إلي الشعور بالضعف وعدما القدرة علي مواجهة الموقف الناتج عن تصرفهم السلبي إلا أن علينا لكي ينمو اطفالنا اصحاء نفسياً أن نقاوم مشاعر الانتقام ونحن غاضبو عليهم لأن هدفا الرئيسي هو تطوير سلوكهم لا خلق صراع مؤلم بنننا وبينهم سنجد انفسنا بعده أكثر قلقاً وضيقاً .
وقد نخاف من مشاعر غضبنا نحو ابنائنا لأنها صادرة منا نحو اعز الناس إلي قلوبنا بل ونلوم أنفسنا لاننا انسقنا وراء العبارات الجارحة التي وجهناها اليهم ونظن أن هناك خطا ما في نفوسنا يجعلنا ننفجر غاضبين هكذا لكن الواقع هو أن ماحدث للآباء امر طبيعي يواجهه كل والدين في حالة اليأس وسط عناد الاطفال وأتينهم وانسياقهم وراء تصرفاتهم السلبية .
ولا يعلم بمدي ما يعانيه الآباءإلا من أنجب ابناء وادرك خطورة المسئولية الملقاه علي عاتقه الامر الذي يدفعه إلي البحث عن الوسائل السليمة في تربيتهم لكي ينشئوا اصحاء نفسياً
تري ما هي هذه الوسائل البديلة لذلك الغضب السلبي؟
سنستعرض ثلاثة طرق بديلة مع عرض بعض النماذج العملية التي تساعدنا علي تطبيقها مع اطفالنا
الطريقة الاولي: تتخلص في التعبير عن مشاعرنا لاطفالنا وقت الغضب بدلاً من توجيه اللوم اليهم وتتطلب هذه الطريقة من الآباء أن يستخدموا عبارات قوية ومختصرة فيقول الأب الغاضب لابنه مثلاً : أنا غاضب جداً من تصرفك ليلة البارحة عندما جئت متأخراً
ويستطيع الأب أن يضيف جملاً اخري عما يتوقعه من ابنه فيقول له : كنت اتوقع منك أن تدرك الوقت المناسب للعودة إلي البيت مثلما حددته لك من قبل
وعندما تذكر مشاعرك وما تتوقعه من ابنك لا تذكر أي شيء يتعلق بشخصيته مثلما يفعل بعض الآباء عندما يصرخ علي ابنه غاضباً تعالي يادب أو لماذا تأخرت يا كلب أو أنت حمار لاتفهم ولنستعرض مثالاً يوضح لنا مساوئ الاسلوب السلبي وكيفية معالجة نفس الموقف بالطريقة الايجابية التي ذكرتها
صرخت الأم في وجه ابنتها ليلي: انظري إلي الفوضي التي في غرفتك انها اشبه بحظيرة للخنازير إنك تزدادين فوضي وقذارة مع الوقت لماذا لا تعلقين ملابسك لن اشتري لك أي ثياب اخري إذا كنت ستلقينها باهمال حولك هكذا
ردت ليلي مدافعة عن نفسها قائلة: لماذا لا تتنقدين أخي خالد إن غرفته أكثر فوضي من غرفتي أنت لئيمة ولا تحبينني .
صفقت الأم الباب بغضب وهي خارجة من الغرفة مهددة ابنتها أنها لن تشتري لها أي ملابس اخري
ربما تكون الأم محقة في غضبها لكن مواجهتها للموقف بهذه الثورة العارمة لا تعد طريقة ايجابية تساهم في تطوير سلوك ابنتها ليلي مستقبلاً.
فهي أولاً هاجمتها قائلة: أن غرفتك اشبه بحظيرة للخنازير إنك تزدادين فوضي وقذارة مع الوقت ثم هددتها بأن قالت لها: إنها لن تشتري لها ثياباً اخري وانتقل غضبها إلي ابنتها فأصبحت هي الاخري غاضبة ولم تسمع الرسالة التي كانت امها تريد ايصالها لها وهي تنظيف غرفتها ولو اختارت والدة ليلي جملاً عبرت من خلالها عن شعورها ازلء غرفة ابنتها الغير مرتبة لكانت طريقتها أكثر ايجابية في تحسين سلوكها إذا تقول مثلاً: أنا متضايقة من ملابسك المنثورة في انحاء الغرفة
وحتي لو لم تضمن الأم تماماً أن ابنتها ستنهض فوراً لتنظف غرفتها إلا انها لن تدافع عن نفسها قائلة: لماذا لا تتنقدين أخي خالد إن غرفته اكثر فوضي من غرفتي وستفكر بعد خروج امها في وضع خطة تمكنها من جعل غرفتها أكثر نظاماً مما يجعلها تتفادي غضب والدتها مرة اخري .
أننا بذلك الاسلوب نستخدم اكثر طاقتنا الغاضبة بطريقة ايجابية كما أننا من الافضل أن نبدأ تعليقنا بكلمة أنا أو دمي يفور عندما بدل أن نستخدم كلمة أنت لأنه سيصبح وكأنه هجوم علي شخصية الطفل وسيكون رد فعله قائماً علي إحساسه بأنه مجروح ومقهور وغير راغب في حل المشكلة كما أن من الاحسن استخدام الجمل القصيرة بدل الطويلة لأنها أكثر تأثيراً علي الطفل إذ انها توحي بالسلطة التي يمثلها الوالدان .